تعريف التهرب الضريبي
التهرب الضريبي هو قيام الأفراد و الشركات المكلفة بدفع الضرائب بتجنب دفعها أو تقليل من النسبة الواجب دفعه للدولة باستخدام و طرق احتيالية غير مشروعة.
يعد التهرب الضريبي جريمة يعاقب عليها القانون في معظم دول العالم وقد تصل الى فرض عقوبات او غرامات فلكية او قد تصل الى السجن.
أنواع التهرب الضريبي
يمكن التمييز بين ثلاثة أنواع من التهرب الضريبي وهي:
- التهرب الضريبي: وتتم بمخالفة القانون بعدم دفع الضرائب.
- الغش الضريبي:وتتم بقيام المكلف بدفع الضرائب بالتلاعب في الحسابات المالية عبر زيادة في التكاليف و إخفاء السلع او البضائع المستوردة.
- التجنب الضريبي: وتتم بقيام المكلف بالبحث في الثغرات القانونية لتادية اداء الضريبة سواء للبضائع المستوردة او المنتجات التي يصنعها.
أسباب التهرب الضريبي
تتعدد الأسباب التي تدفع الأفراد و الشركات الى القيام بهذه الجريمة.
من أهم أسباب التهرب من الضريبة:
- انخفاض المستوى التعليمي للسكان وانتشار الجهل والأمية، مما يؤدي الى جهل المواطنين دور الضرائب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مثل التعليم والصحة ودعم المواد الأولية. وتحسين التعليم يمكن أن يؤدي للتوعية الضريبية.
- عدم كفائة الإدارات الضريبية حيث تدفع الرشوة بدل الضريبة، مما يتيح الفرصة للمتهربين للاستفادة من النظام. تطوير إدارة الضرائب يعتبر حاجة ملحة.
- تجنب البعض دفع الضرائب للنظام الحاكم بسبب أنه ربما فاقد للشرعية، نتيجة للأزمات السياسية المتكررة مثل تلك التي تشهدها بعض دول الشرق الأوسط.
- تهاون الحكومة في ردع المتهربين، لذلك يراها البعض فرصة سانحة، إذ أن الصافي من الربح عند عدم دفعها أكبر بكثير من الغرامة التي قد تفرض عليه، وأنها أصبحت غنيمة تفرق بين كبار رجال الدولة.
- انتشار الفساد داخل مفاصل الدولة، حيث أصبح المال العام ينهب ويسلب من دون حسيب ولا رقيب. المؤسسات المالية الدولية، مثل صندوق النقد الدولي، غالباً ما تحذر من هذا الأمر.
- عدم رؤية أين تذهب تلك الأموال، إذ أن الأموال تخرج من جيوب المواطنين دون عودة، وهذا حالنا للأسف في دولنا، مما يؤدي لعدم الثقة في الحكومة.
- ارتفاع معدل التضخم الاقتصادي وارتفاع نسب الفقر والبطالة، مما يدفع الأفراد للشعور بعدم المساواة ويدفعهم للتهرب.
- النظام الضريبي أصبح قديم ومكشوف للمتهربين، مما يسهل عملية التهرب ويضعف من قدرة الحكومة على التحكم في الجباية.
طرق وأساليب التهرب الضريبي
تتعدد أساليب و طرق التهرب الضريبي وهي كالتالي:
- عدم التصريح بالنسبة الحقيقية للأرباح و حجمها بهدف التقليل من نسبة الأرباح الخاضعة للضريبة.
- تخفيض في نسبة الأرباح.
- تضخيم في التكاليف عن طريق التصريح بفواتير وهمية.
- أهداف التهرب الضريبي.
- أهداف سياسية كما ذكرنا سابقا في الأسباب.
- الطمع والرغبة في الثراء السريع.
- المنافسة الغير شريفة بين الافراد فيما بينهم او بين الشركات ضد بعضها.
أضرار التهرب الضريبي على الدولة
- انخفاض حجم الإيرادات الحكومية من الضرائب يحد كثيرا من قدرة الدولة على الإنفاق في القطاع العمومي,مما يؤدي الى تراجع في البنى التحتية و التعليم و الصحة وتاخر تصريف اجور الموظفين الحكوميين مما يسبب الإضرابات والاضطرابات وتراجع الاقتصاد
- يؤدي ضعف التمويل الحكومي إلى إرغام الدولة على زيادة في النسب الضريبية مما يتقل كاهل المواطنين و رجال الاعمال
- بسبب العجز في الميزانية تضطر الحكومة الى اللجوء الى الاقتراض وهذا يضع الحكومة في مأزق سداد القروض ودفع الفوائد
- انخفاض استثمارات الدولة في القطاع العام بسبب ضعف السيولة يؤدي تدهور القطاع
أهمية الشفافية والامتثال الضريبي
تعتبر الشفافية والامتثال الضريبي من العناصر الأساسية التي تسهم في الحد من الظاهرة المستشرية للتهرب الضريبي. إذ أن تعزيز ثقافة الالتزام الضريبي يساهم في تحسين صورة الدولة أمام المجتمع الدولي ويساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية.
تضمن الشفافية في النظام الضريبي توفير معلومات دقيقة وواضحة للمواطنين عن كيفية استخدام أموال الضرائب. عندما يدرك المواطنون أن الضرائب تُستخدم بشكل فعّال في تحسين الخدمات العامة مثل التعليم والصحة، فإن ذلك يعزز من رغبتهم في الامتثال طواعيةً.
دور الحكومة في تعزيز الشفافية
يتعين على الحكومة أن تلعب دورًا فعالًا في تعزيز الشفافية من خلال نشر تقارير دورية عن الإيرادات والنفقات العامة. كما يجب عليها أن تطور منصات إلكترونية تتيح للمواطنين الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالضرائب وكيفية صرفها. ذلك يُظهر التزام الحكومة بمسؤوليتها ويقلل من فرص الفساد المالي.
أثر الامتثال الضريبي على الاقتصاد
تحقيق نسبة عالية من الامتثال الضريبي يسهم في زيادة الإيرادات الحكومية، مما يُعزز القدرة على الاستثمار في مشاريع البنية التحتية والتنمية الاجتماعية. وهذه الزيادة تساهم بدورها في تحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتقليل معدلات الفقر والبطالة.
باختصار، فإن الشفافية والامتثال الضريبي ليسا مجرد متطلبات قانونية، بل هما أساسان لبناء نظام ضريبي قوي يسهم في استقرار الدولة وتقدمها.
حلول لمكافحة التهرب الضريبي
- دراسة الاسباب والحل على معالجتها و الحد منها.
- الاهتمام بالتعليم و غرس قيم المواطنة وشرح اهمية الضرائب في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية.
- العمل على اعادة الثقة بين الحكومة و المواطنين في الدول النامية.
- قيام الدولة بالاستثمارات والمشاريع التي تعود بالنفع على المواطنين.
- فرض عقوبات صارمة وجزية ضد اي احد سولت له نفسه بمخالفة القوانين المتعلقة بأداء الضريبة.
- محاربة الفساد داخل المصالح الضريبية بالقيام بتعيين لجنة تفقدية تقوم بمراجعة الحسابات المصالح الضريبية.
خاتمة
يعتبر التهرب الضريبي من أكثر المشاكل التي تعاني منها الدول خاصة الدول النامية او الفقيرة.
تسعى الدول جاهدة للحد من هذه الظاهرة لما لها من أضرار على الاقتصاد والتنمية داخل البلد.