إن التعامل مع الموظفين السيئين جزء لا مفر منه في الإدارة ونظرا لما يشكل وجودهم داخل بيئة العمل من المشاكل يحتاج أصحاب الأعمال والمديرين إلى إظهار القيادة وامتلاك الخبرة في التعامل مع الموظف السيء.
لكن في الأصل فالمدير الناجح يحتاج أن يكون على دراية تامة بكيفية التعامل مع الموظفين.
الموظف السيء
يؤدي وجود موظف سيء داخل فريق العمل إلى اضعاف الروح المعنوية وأيضا الإنتاجية وخلق بيئة مملة معادية وأيضا إلى إثارة الغضب لدى أعضاء الفريق الأخرين بسبب موقفه السيء أو رفضه اتباع القواعد أو مجرد سلوك مزعج، وقد يتفاقم هذا الأمر ويصبح مصدر إلهاء كبير.
كيفية التعامل مع الموظف السيء
توثيق السلوك الإشكالي
تراجع واسأل نفسك ما الذي يحدث والذي جعلني أصف هذا الموظف بأنه سيء؟ من المرجح أن يكون الأداء ضعيفا، مثل انخفاض المبيعات أو نوع من المشكلات السلوكية (مثل النوم في الاجتماع). اجمع كل البيانات التي يمكنك الحصول عليها من سجلات الأداء والتقارير. واحصل على ملاحظات من مصادر أخرى إذا أمكنك ذلك، مثل زملاء العمل الذين قد شهدوا السلوك. فعندما تستهدف أداءً ضعيفاً أو سلوكاً مزعجاً بالتفصيل، تأكد من توثيق المعطيات والملاحظات حتى يكون لديك سجل لما حدث، وتضمين التاريخ أمر بالغ الأهمية. يساندك التوثيق الصحيح على تذكر الأحداث الخاصة والإشارة إليها، بل إنه يحمي شركتك أيضا في حالة فصل الموظف، مما يساعد على تقديم دليل قوي إذا قرر الموظف مقاضاة الشركة بسبب الطرد.
تقنيات توثيق فعالة
استخدام تقنيات توثيق فعالة، مثل إنشاء جداول زمنية أو نماذج أداء، يمكن أن يسهل جمع المعلومات الضرورية. قم بتحديد الجوانب المهمة التي تحتاج إلى ملاحظتها، مثل الحضور والالتزام بالمهام. استخدم أيضاً أدوات إدارة الموارد البشرية التي يمكن أن تساعد في تنظيم البيانات. هذا سيمكنك من تقديم تقارير دقيقة عند الحاجة.
لا تتجاهل المشكلة
لا تتوقع أن تحل المشكلة نفسها، تجاهل ذلك لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع. بينما يستمتع قلة من الناس بالمواجهة، لا يمكنك السماح للموظف بإحداث الفوضى في مكان عملك. يمكن أن تؤدي سلوكياتهم وأفعالهم السيئة إلى ضرر حقيقي للروح المعنوية وثقافة شركة. إن الثقافة السليمة والإنتاجية هي المفتاح لإبقاء الموظفين متحمسين لعملهم. إذا كان ينظر إليك على أنك تتجاهل موظفا متعسفا، فسوف يلاحظ الآخرون ذلك، مما يمكن أن يدفع بعض الزملاء الملتزمين إلى المغادرة.
خلاصة القول: هناك الكثير على المحك إذا تجاهلت المشكلة.
لا تضع افتراضات
لا تقفز إلى استنتاجات، قم بإجراء محادثة تسعى إلى الفهم. عندما تفتح حواراً مع الموظف، اكتشف ما إذا كان على دراية بسلوكه وتأثيره على الفريق. إذا لم يكن كذلك، فاذكر بلباقة أمثلة محددة توضح سبب وجوب هذا الاجتماع. صف بصورة إيجابية وسلسة سلوكه وتأثيره على بيئة العمل.
قد تكون هناك قضايا تنقصك الشجاعة لمناقشتها، حدد ما إذا كانت هناك عوامل خارجية وشخصية تؤثر على تصرفاته، فقد تكون الحياة الشخصية للموظف مضطربة وربما لا يدرك أنها تظهر في العمل.
اطرح أسئلة مفتوحة لاستكشاف المشاعر الموجودة لديك، فالمفتاح هنا هو الاستماع بالفعل للحقائق والمشاعر. قد يكون هناك سبب مشروع للمشكلة، وعادة ما يكون هناك وجهة نظر للموظف. سيساعدك فهم الأسباب الأساسية الحقيقية في حل المشكل.
استشر الموارد البشرية
حدد مواعيد اجتماعات مع فريق الموارد البشرية لمناقشة الوضع. يمكنهم تقديم المشورة حول كيفية التعامل مع السلوك السيء ومساعدتك على فهم الوثائق المطلوبة، وكذلك تقديم مسار عمل لمعالجة المشكلة. تعرف قسم الموارد البشرية جميع سياسات الشركة وإجراءاتها للتعامل مع الموظفين السيئين وإجراء إنهاء الخدمة إذا لزم الأمر.
تحدث مع الموظف السئ
في الاجتماعات، قم بإنشاء بيئة عمل مهنية ومريحة حيث يشعر الموظف بالترحيب لمشاركة ما يواجهه. بطريقة هادئة، اشرح للموظف مشكلة الأداء أو السلوك ولماذا يثير قلقك.
هناك نموذجان للقيام بذلك:
• الموقف والسلوك والنتيجة: في اجتماعنا هذا الأسبوع، لقد نمت، وكان علي أن أوبخك وأحرجك أمام زملائك.
• السلوك والشعور والتأثير: عندما غلبك النوم في اجتماعنا، شعرت بأنك غير مهتم بما يجب أن أقوله، وهذا يعتبر نموذجاً سيئاً لبقية أعضاء الفريق.
هنا يجب أن تساعد الموظف على فهم ما يقلقك بشكل دقيق ولماذا يثير قلقك.
لا تغمر في الإدلاء بتعليقات سلبية أو اتهامات، فآخر شيء تريد القيام به في هذه المحادثة هو توبيخه على أخطائه. هذفك هو مناقشة هادئة وحرة، أظهر أنك مهتم ولكنك أيضاً تسعى لتحقيق أهداف الشركة. تذكر أنها محادثة عمل.
اعملوا معا للتوصل إلى حل
هنا يكمن الهدف من المناقشة، أليس كذلك؟ التخلص من الأسباب واجعل المشكلة تختفي. إن هذه المناقشة ليست فقط فرصة لحل المشكلات، بل هي أيضا فرصة لتدريب الموظف وتعليمه وتطويره. من الأفضل أن تطلب أفكار الموظف حول حل المشكلة أولاً.
عبر دعمهم، قد تكون فكرة الموظف جيدة مثل فكرتك، لكن من المرجح أن يمتلكها وينجح في تنفيذها. إذا لم تكن الفكرة مقبولة أو ناجحة، يمكنك دائماً إضافة فكرتك الخاصة كحل مكمل. تذكر أن النتيجة المثالية هي أن يعمل كلاكما معاً للتوصل إلى حل مقبول، ناقش سيئات السلوك وكيف يبدو التصرف المناسب، ثم اكتشف ما يحتاجه الموظف منك لتحسين سلوكه.
اقترح تحسينات
بمجرد تحديد المشكلة، يمكنك استخدام الأدوات والموارد المناسبة. أولا، اطلب منهم توضيح الدعم الذي يحتاجونه لتحسين سلوكهم. ذكر الموظف بأن جزءاً من أدائه الوظيفي يقاس بمدى مساهمته في نجاح الشركة، ويجب أن تكون أي اقتراحات لتحسين سلوكهم موضوعية، قابلة للقياس، وواقعية. يمكن أن تشمل الحلول النموذجية برنامج مساعدة الموظفين، برامج التدريب المتعددة، والتدريب التنفيذي، بالإضافة إلى الأدوات الأخرى التي قد تساعد الموظف في المجالات التي يوجد بها فجوات. لا يوجد حل واحد يناسب الجميع، لذلك حدد نهجك وفقاً لاحتياجات ذلك الموظف لإعطائه أفضل فرصة للنجاح والاندماج مجدداً.
ضع نتائج محددة وقم بالمتابعة
حدد أهدافاً قابلة للقياس وإطاراً زمنياً لإكمالها، يجب أن يتم تكييف عدد مرات مراجعتك لتقدمهم وفقاً لعملية التحسين. المفتاح هو تحديد الجميع والاتفاق على جدول زمني. من الضروري أن تمنح موظفك الوقت المطلوب لتصحيح سلوكه بينما تراقب تقدمه وتنبه لأي مشاكل أو انتكاسات، وهذا سيساعدك على تكوين فكرة أدق عن كيفية تقدمهم.
إذا استمر السلوك غير المرغوب فيه، فكر في خيار اتخاذ إجراء تأديبي. اعتماداً على الموقف، يمكنك التفكير في نقل الموظف إلى وحدة أو قسم مختلف، إلا أن النقل ليس شيئاً تريد الاعتماد عليه لأن ذلك غالباً لا يحل المشكلة الأساسية. في الحالات الأكثر تطرفاً، قد يكون فصل الموظف هو الإجراء اللازم.
خلاصة القول: يجب العمل على تطوير مهارات التعامل مع الموظفين السيئين للحفاظ على بيئة عمل مناسبة وداعمة للإنتاجية.
اقرأ أيضا:
أهمية التواصل الفعال مع الموظف السيء
أهمية التواصل الفعال مع الموظف السيء
يعتبر التواصل الفعال مع الموظف السيء من العناصر الأساسية لتحسين الأداء وبناء بيئة عمل إيجابية. من خلال التواصل الواضح والمباشر، يمكن للمديرين توصيل توقعاتهم بخصوص السلوكيات والأداء، مما يساهم في خلق فرص للتغيير.
تعزيز الفهم المتبادل
من خلال الحوار المفتوح، يصبح لدى المديرين فرصة لفهم دوافع الموظف السيء وتحدياته. قد يكشف ذلك عن مشاكل خارجية تؤثر على سلوكه، مثل ضغوط الحياة الشخصية، مما يسمح للمديرين بتقديم الدعم المناسب.
توجيه السلوك الإيجابي
يتيح التواصل الفعال للمديرين إظهار السلوكيات المرغوبة وتعزيزها. من خلال الإشارة إلى السلوك الإيجابي عند حدوثه، يعزز المديرون من إمكانية تكراره، مما يؤدي إلى تحسين الأداء العام في الفريق.
تحقيق التوازن بين النقد والثناء
مهم أن يوازن المديرون بين النقد البناء والثناء على إنجازات الموظف. هذا النوع من التواصل المبني على التقدير يعزز الثقة ويشجع الموظف على تحسين سلوكه، مما يسهم في تحقيق الأهداف المشتركة.
تحديد الأهداف وتجديد الالتزام
يمكن أن يكون التواصل الفعال فرصة لتحديد الأهداف الجديدة مع الموظف. عند مناقشة المهام والأهداف، يصبح الموظف أكثر وعيًا بمسؤولياته ويشعر بأنه جزء من الحل، مما يعزز التزامه تجاه العمل.
في النهاية، إن التواصل الفعال ليس مجرد استراتيجية للتعامل مع الموظف السيء، بل هو استثمار في تحسين بيئة العمل بشكل عام وضمان نجاح الفريق بأكمله.
استراتيجيات فعالة لتحسين أداء الموظفين السيئين
عندما تواجه تحديات مع الموظف السيء، من المهم اتخاذ خطوات استراتيجية لتحسين أدائه. إليك بعض الاستراتيجيات الفعالة التي يمكن أن تساعد في تحويل السلوك السلبي إلى إيجابي وتعزيز الإنتاجية في مكان العمل.
تقديم تغذية راجعة بناءة
أحد العناصر الأساسية لتحسين أداء الموظفين هو تقديم تغذية راجعة بناءة. احرص على أن تكون التغذية راجعة محددة وواضحة، مع التركيز على السلوكيات القابلة للتغيير. على سبيل المثال، بدلاً من قول “أنت لا تعمل بشكل جيد”، يمكن قول “لقد لاحظت أنك تتأخر في تسليم التقارير، مما يؤثر على سير العمل”.
تحديد الأهداف الواضحة والمحددة
حدد أهدافاً واضحة ومحددة لكل موظف، بحيث يعرفون ما هو متوقع منهم. تكون الأهداف القابلة للقياس، مثل “زيادة المبيعات بنسبة 10% خلال الربع القادم”، أكثر فعالية من الأهداف العامة. كما يجب مراجعة هذه الأهداف بشكل دوري لضمان تقدمهم.
توفير التدريب والدعم
قد يعاني بعض الموظفين من نقص في المهارات أو المعرفة اللازمة للنجاح في دورهم. يوفر التدريب والدعم، مثل الدورات الورشة أو الموا mentorship، فرصاً للموظف لتعزيز مهاراته وتحسين أدائه. تأكد من توفير موارد إضافية كالأدوات والتقنيات الحديثة لدعم التعلم.
تحفيز الموظفين وتقدير جهودهم
تعتبر الحوافز وإظهار التقدير أحد أقوى الأدوات لتحسين أداء الموظفين. عندما يشعر الموظف بالتقدير لجهوده، يكون أكثر عرضة لتبني سلوك إيجابي، سواء من خلال المكافآت المالية أو التقدير العلني في الاجتماعات.
توفير بيئة عمل إيجابية
تعتبر بيئة العمل الإيجابية حيوية لتعزيز الإنتاجية. يجب أن يسعى المدراء إلى خلق ثقافة مؤسسية تشجع التواصل المفتوح، التعاون، والاحترام المتبادل. عندما يشعر الموظفون بالراحة في بيئة عملهم، يتحسن أداؤهم بشكل عام.
باستخدام هذه الاستراتيجيات الفعالة، يمكن للمدراء تحويل سلوك الموظفين السيئين وتعزيز إنتاجيتهم، مما يؤدي إلى بيئة عمل أكثر توافقاً ونجاحاً.