كما يُقال، الجميع يرتكب أخطاء.
في كثير من الأحيان يمكنك تصحيح الخطأ وفي بعض الأحيان عليك فقط نسيانه والمضي قُدمًا.
ومع ذلك، فإن ارتكاب خطأ في العمل هو أمر أكثر خطورة، فقد يكون له تأثير وخيم على الشركة أو صاحب العمل.
قد يؤدي مثلًا إلى تعريض العلاقة مع العميل للخطر، أو التسبب في مشكلة قانونية للشركة، أو تعريض صحة وسلامة زملاء العمل للخطر. وتداعيات الخطأ سوف تصل إليك في النهاية، لذا في بعض الأحيان قد لا يكون تصحيح الخطأ مجرد خيار.
عندما ترتكب خطأ في العمل، قد تعتمد حياتك المهنية كلها على ما ستقوم به بعد ذلك. إليك الخطوات التي يمكنك اتباعها:
1. اعترف بخطئك
بمجرد أن تكتشف أن شيئًا ما قد انحرف عن مساره، أخبر رئيسك على الفور.
الاستثناء الوحيد بالطبع هو في حالة ارتكبت خطأ صغيرًا ولن يؤثر على أي شخص أو لربما يمكنك إصلاحه قبل أن يخلف أية أضرار كثيرة.
لذا فلا تحاول أبدًا إخفاء أي خطأ في العمل.
لأنك في حالة قمت بذلك، قد يصبح الأمر أسوأ بكثير، وقد يتهمك الآخرون بالتستر على الأخطاء. وكونك صريحًا بشأن هذا الأمر سيظهر احترافيتك في التعامل مع المواقف الصعبة، وهي سمة يقدرها معظم أصحاب الشركات بشكل كبير.
2. قدم لرئيسك خطة لإصلاح الخطأ
بعد الاعتراف بالخطأ، فأنت بحاجة لوضع خطة من أجل تصحيح خطأك وتقديمها إلى مديرك في العمل.
كن متأكدًا أولًا أنك قد بدأت في وضع الخطة قبل الحديث معه لأول مرة، لكن في نفس الوقت لا تضيع وقتك ووقته إن لم تكن قادرًا على إصلاح الخطأ ودعه يكلف من هو قادر على ذلك. أما في حالة كنت قادرًا، فحاول أن تطمئن رئيسك أنك تعمل على الحل.
وبعدها مباشرة بعد أن تحدد ما يجب عليك القيام به، انتقل إلى مديرك وقم بتقديم حلك المقترح.
كن واضحًا بشأن ما تعتقد أنه يجب عليك فعله وما تتوقع أن تكون النتائج، وكذلك بعض المشاكل الجانبية إن كانت متوقعة.
أخبر رئيسك بالوقت الذي سيستغرقه التنفيذ وأي تكاليف مرتبطة به. وفي نفس الوقت تأكد من وجود الخطة “ب” جاهزة لاستعمالها في حالة قيام رئيسك برفض الخطة “أ”.
رغم أن ارتكاب خطأ في العمل ليس أمرًا جيدًا أبدًا، لكن لا تفوت فرصة إظهار مهارتك في حل المشكلات.
اقرأ أيضا: كيف اثبت نفسي في العمل.
3. لا توجه أصابع الاتهام إلى أي شخص آخر
عدم توجه أصابع الاتهام هو خطوة مهمة لتصحيح الأخطاء في العمل.
في بيئة العمل الجماعي، هناك إمكانية كبيرة لأن يكون أشخاص آخرون مسؤولون عن الخطأ.
من المؤكد أن أي شخص يرغب في الحصول على الفضل في نجاح ما، لكن الأغلبية تتردد في تحمل مسؤولية الأخطاء. إذا استطعت، اطلب من أي شخص مسؤول عن الخطأ أن يتواصل مع المدير ويتحمل جزءًا من الخطأ.
لسوء الحظ، قد لا تتمكن من إقناعهم، فالبعض قد يرد بـ “هذا ليس خطئي”. وفي نفس الوقت، فإن توجيه أصابع الاتهام لن يساعدك حتى وإن كانوا مخطئين.
في الأخير، نأمل أن يتحمل الجميع مسؤولية أخطائه.
4. اعتذر لكن لا تبالغ
هناك فرق كبير بين تحمل مسؤولية الخطأ وبين لوم نفسك.
اعترف بخطئك ولكن لا توبخ نفسك لارتكابه، وليس على حقيقة حدوثه في المقام الأول.
وفي نفس الوقت، احذر من التباهي بكيفية إصلاحك للمشكلة، فهذا لن يلفت الانتباه سوى لمشكلة ارتكابك للخطأ في الأصل، بل قد يثير الشكوك في أنك قد تعمدت ارتكابه حتى تظهر أنك قادر على حل المشكلة.
5. قم بتصحيح الخطأ في وقتك الخاص
إذا كنت معفيًا من كسب أجر العمل الإضافي، فابدأ في العمل مبكرًا وابقَ متأخرًا واقضِ ساعة الغذاء في مكتبك للمدة التي يستغرقها إصلاح خطأك.
بالتأكيد لن يكون هذا ممكنًا إن كنت غير معفي من أجر العمل الإضافي، لأنك حينها سترغم مديرك على دفع أجر إضافي لكل الساعات التي تقضيها وهذا ليس في صالحك.
لذا قبل ذلك احصل على إذن من رئيسك بأنك ترغب في البقاء مدة أطول فقط من أجل العمل على إصلاح خطأك في العمل.
6. تعلم من الخطأ
إن ارتكاب الخطأ ليس بالأمر السيء، تأتي بعض اللحظات فقط كسبب أو فرصة من أجل تعلم درس جديد من الفشل. وخلال هذه المرحلة قد تواجه مواقف أو تحديات جديدة تكون سببًا في نموك أكثر.
لا تقلق، فقد يكون هذا الخطأ أمرًا تضحك عليه في المستقبل، ويمكن أن يصبح حكاية تحذيرية تشاركها مع الآخرين أثناء تدريبهم على هذا المنصب.
يمكنك تحقيق أقصى استفادة من هذا الخطأ من خلال استخدامه لإثبات أنك شخص يتعلم من المشاكل، وأيضًا خلال هذه التجربة قد تجد أفكارًا يمكن أن تساعدك أنت والشركة على تجنب أخطاء مماثلة في المستقبل.
إذا لم تنجح في إصلاح الخطأ فلا بأس، ما زلت مستفيدًا من الأمر، فأنت تملك الرضا الذاتي بمعرفة أنك فعلت ما بوسعك لإصلاح الخطأ.
وتخيل أيضًا كيف يمكنك تحويل هذا إلى إجابة رائعة لسؤال: “أخبرني عن مرحلة فشل في حياتك؟” خلال مقابلة توظيف مستقبلية.
كانت هذه أهم الخطوات التي يمكنك اتباعها إذا ارتكبت خطأ في العمل، شاركنا في التعليقات أي قصة يمكننا الاستفادة منها.