مهارات إدارية

الضبط الإداري

الضبط الإداري

الضوابط الإدارية، أو كما يُعرف بالتحكم الإداري، هي جزء أساسي من عملية إدارة المخاطر في أي منظمة أو مؤسسة. تُستخدم هذه الضوابط لتحسين السلامة والأمان في بيئة العمل، وذلك من خلال وضع السياسات والإجراءات والتدابير التي تُقلل من المخاطر التي يتعرض لها الموظفون أثناء أداء مهامهم. يعتمد نجاح الضوابط الإدارية على فهم دقيق للتحديات والمخاطر التي قد تواجهها المؤسسة، وعلى تصميم إجراءات فعالة للتعامل معها.

تشمل الضوابط الإدارية تنفيذ السياسات والإجراءات الصارمة التي تحدد مسؤوليات كل فرد في المؤسسة، بالإضافة إلى وضع جداول زمنية للصيانة والتفتيش المنتظمين للمعدات والمرافق. يجب أن تتضمن هذه السياسات والإجراءات توجيهات واضحة بشأن السلامة واستخدام المعدات الوقائية، وتعزيز الوعي بالمخاطر المحتملة وكيفية التعامل معها بشكل صحيح.

من أجل تحقيق أقصى استفادة من الضوابط الإدارية، يجب على المؤسسة أن تكون ملتزمة بتوفير التدريب المناسب للموظفين حول السلامة والصحة المهنية، بالإضافة إلى إجراءات التفتيش والمراقبة المنتظمة للتأكد من تطبيق السياسات بشكل صحيح. بالتالي، يتعين على القيادات الإدارية أن تكون حريصة على تعزيز ثقافة السلامة داخل المؤسسة وتشجيع الموظفين على المشاركة الفعّالة في جهود الحفاظ على بيئة عمل آمنة وصحية. ومن هنا محاورنا هي:

  • مفهوم الضبط الإداري
  • أنواع الضبط الإداري
  • طرق الضبط الإداري
  • عناصر الضبط الإداري
  • كيفية تحديد الضوابط الإدارية
  • الفرق بين الضوابط الإدارية والضوابط الهندسية
  • التحديات الشائعة في تطبيق الضوابط الإدارية
  • كيفية تقييم فعالية الضوابط الإدارية والهندسية
  • أهمية إدارة الثقافة العملية في تعزيز الالتزام بالضوابط الإدارية

مفهوم الضبط الإداري

مفهوم الضبط الإداري يشير إلى مجموعة الإجراءات والسياسات التي تُنفذ داخل المنظمات للحد من المخاطر وتحسين كفاءة العمل والسلامة في بيئة العمل. تُستخدم الضوابط الإدارية، المعروفة أيضًا باسم ضوابط ممارسة العمل، لتقليل التعرض لمخاطر محددة وتحسين سلامة الموظفين عن طريق تعديل طرق أداء العمل.

في السياق الهرمي للضوابط، تأتي الضوابط الإدارية في المرتبة الرابعة بالنسبة لفعاليتها وكفاءتها. يُعتبر استخدامها عادةً كحلاً مؤقتًا، حيث تتجاوز المشكلات التي لا يمكن حلها باستخدام الإستبعاد أو الإستبدال أو الضوابط الهندسية. ومع ذلك، تعتبر الضوابط الإدارية أقل فعالية مقارنة بالضوابط الأخرى، نظرًا لتعرضها لخطر الخطأ البشري.

تتضمن مسؤوليات الضبط الإداري توجيه وممارسة السلطة داخل المؤسسة، وذلك عبر تنظيم وتنسيق الجهود الإدارية لضمان تحقيق أهداف المنظمة. وتشمل هذه المسؤوليات التحكم في الموارد المالية والبشرية، وإدارة شؤون الموظفين واللوجستيات، وتنفيذ برامج التدريب والاستعداد، بالإضافة إلى تنظيم عمليات التعبئة والتسريح والإنضباط.

أنواع الضبط الإداري

الضوابط الإدارية الداخلية

تمثل الضوابط الإدارية الداخلية مجموعة الوسائل والإجراءات التي ينتهجها المديرون داخل المؤسسات لتحقيق أهدافها. يتطلب ذلك تحديد الأهداف أولاً وتوجيه الجهود نحو تحقيقها ضمن إستراتيجية عامة. تتضمن هذه الضوابط إنشاء الإجراءات وتوفير التدريب المهني وتنظيم الإدارة وإدارة الموارد البشرية.

التدقيق الإداري الداخلي

يتمثل التدقيق الإداري الداخلي في تقييم فعالية نظام الرقابة الداخلية وتحسينه من خلال التوصيات المقدمة من قبل فريق متخصص. يقوم المدقق بدور المستشار والصديق الذي يستمع إلى المشكلات ويعمل مع المدير لإيجاد الحلول المناسبة.

التحكم الخارجي

يشمل التحكم الخارجي عدة جوانب منها:

تقييم أداء الرقابة الداخلية.
الرقابة الخارجية مثل المراجعة المالية والمحاسبة.
تعاون المعاهد العليا للرقابة.
دور المدققين المستقلين في تقديم التقارير والتوصيات المستقلة.

طرق الضبط الإداري

تتضمن الطرق الرئيسية للتحكم في الخطر ما يلي:

الإزالة (بما في ذلك الإستبدال): يتمثل في إزالة الخطر تمامًا من بيئة العمل، أو استبدال المواد أو الآلات الخطرة بمواد أو آلات أقل خطورة على الصحة والسلامة.

الضوابط الهندسية: تتضمن التصميمات أو التعديلات على المصانع والمعدات وأنظمة التهوية والعمليات، بهدف تقليل مصدر التعرض للخطر وتحسين السلامة في مكان العمل.

الضوابط الإدارية: تشمل الضوابط التي تغير الطريقة التي يتم بها العمل، مثل توقيت العمل والسياسات والقواعد الأخرى وممارسات العمل، مثل المعايير وإجراءات التشغيل، بما في ذلك التدريب والتدبير المنزلي وصيانة المعدات وممارسات النظافة الشخصية.

معدات الحماية الشخصية: تشمل المعدات التي يرتديها الأفراد لتقليل التعرض للخطر، مثل الأقنعة الواقية والقفازات والزي الواقي، للوقاية من ملامسة المواد الكيميائية أو التعرض للضوضاء وغيرها من المخاطر في بيئة العمل.

عناصر الضبط الإداري

  1. التدريب: يتضمن تدريب العمال على تحديد المخاطر ومراقبة التعرض لها واتخاذ الإجراءات الآمنة للعمل حولها. يجب على الموظفين أيضًا معرفة كيفية حماية أنفسهم وزملائهم في مكان العمل.
  2. الإجراءات: قد تحتاج خطوات عملية العمل إلى إعادة ترتيبها أو تحديثها لضمان استمرارية العمل وتأهبه لمواجهة الخطر. يُعتبر تطوير ممارسات العمل الآمنة الموحدة خطوة حاسمة في هذا الصدد.
  3. الصيانة: يمكن أن يحافظ وجود جدول للصيانة للآلات المعروف أنها خطرة على سير العمل بشكل سلس وآمن. تهتم الصيانة الوقائية بالتصدي لمشاكل المعدات قبل أن تتطور إلى مشكلات أكبر.
  4. التدبير المنزلي: يشمل الحفاظ على مساحة العمل نظيفة ومنظمة، وهو ما يقلل بشكل كبير من خطر الإصابات ويساهم في الحفاظ على بيئة عمل آمنة.
  5. اللافتات: تستخدم اللافتات الجدارية واللافتات الأرضية لفرض الضوابط الإدارية ولتذكير العمال بالإجراءات اللازمة للسلامة، مثل مناطق الخطر ومتى يجب أخذ فترات الراحة وغيرها.

كيفية تحديد الضوابط الإدارية

عند تحديد عناصر التحكم الأمنية الإدارية، يجب مراعاة النقاط التالية:

التأثير المتوقع على المنظمة: يجب التفكير في كيفية تأثير عنصر التحكم على سير العمل في المؤسسة. هل سيسهم في زيادة كفاءة المهام أم سيزيد من التكاليف؟
نشر الرقابة الأمنية: يجب ضمان أن عناصر التحكم الجديدة تنتشر بشكل فعال داخل المؤسسة، مع ضمان وعي جميع الأعضاء بالسياسات الجديدة ومخاطر عدم الامتثال.
التوافق مع الضوابط الحالية: يجب مراجعة الضوابط الحالية والتأكد من عدم تعارض العناصر الجديدة معها. يجب تجريب واختبار السياسات الجديدة للتأكد من توافقها مع الضوابط الحالية.
دور التحكم الأمني في الإمتثال والسلامة: يجب أن يساهم عنصر التحكم في تلبية معايير الامتثال التنظيمي وتعزيز السلامة. يجب تقييم فعالية عناصر التحكم وتحسينها بشكل دوري.
ممارسات التحكم الجيدة: ينبغي إعادة النظر بانتظام في عناصر التحكم وتقييم فعاليتها، مع البحث عن فرص لتحسينها وتطويرها لضمان أفضل أداء للمؤسسة.

الفرق بين الضوابط الهندسية والضوابط الإدارية

الضوابط الهندسية تتعلق بالتعديلات المادية التي تجرى على بيئة العمل لتقليل تعرض الموظفين للمخاطر، مثل استخدام الأقفال، وتحسين التهوية، وتغيير المعدات. عندما لا تكون الضوابط الهندسية كافية، يتم اللجوء إلى الضوابط الإدارية.

الضوابط الإدارية تشمل التغييرات غير المادية التي تحد من تعرض الموظفين للمخاطر عن طريق تعديل ساعات العمل وتنظيم الإجازات. على سبيل المثال، يمكن استخدام الضوابط الإدارية في بيئة الرعاية الصحية لتخفيف مخاطر حوادث السقوط وأخطاء التشخيص وأخطاء إدارة الأدوية.

تحسين بنية الأرضيات للحد من الانزلاق، وتحسين الإضاءة في المناطق المظلمة يعد من الضوابط الهندسية. بينما يمكن تصنيف توظيف المزيد من الممرضات وتقليل ساعات العمل كضوابط إدارية.

قد يكون الانعكاس الذي قمنا به للتو مصدر قلق، حيث نجد قلة العناصر التقليدية التي تحكم دراسة الضوابط الإدارية، أو عدم وجودها على الإطلاق. على الرغم من أن السيطرة على العمل الإداري تتم بشكل فعّال من خلال إمكانية أي فرد للطعن في الإجراءات الإدارية التي تؤثر على حقوقه، إلا أن الحقيقة تظل أن الغالبية العظمى من النزاعات والتوترات بين الإدارة وبيئتها تجد حلاً من خلال التفاعل الاجتماعي.

التحديات الشائعة في تطبيق الضوابط الإدارية

تطبيق الضوابط الإدارية يمكن أن يواجه العديد من التحديات والصعوبات، من بينها:

مقاومة التغيير: قد يواجه الموظفون وحتى الإداريون المستوى العليا مقاومة لتغيير السياسات أو الإجراءات الجديدة المطبقة، مما يعيق عملية التطبيق الفعّال.
نقص الوعي والتدريب: قد يفتقر الموظفون إلى الوعي الكافي بأهمية الضوابط الإدارية وكيفية تطبيقها بشكل صحيح، كما قد يكون هناك نقص في التدريب الملائم لهم لفهم السياسات والإجراءات.
تكاليف التنفيذ: قد تتطلب بعض الضوابط الإدارية تكاليف مالية عالية للتنفيذ والمتابعة، مما قد يعرضها للتأخير أو الاعتراض.
تحديات التواصل: من الممكن أن تواجه التحديات في التواصل بين الإدارة والموظفين حول تفسير الضوابط الإدارية وكيفية تطبيقها بشكل فعال.
التنسيق الداخلي: يمكن أن يكون هناك تحدي في التنسيق بين مختلف الأقسام والوحدات داخل المنظمة لضمان تطبيق الضوابط الإدارية بشكل متسق وفعّال.
التغلب على العوائق الثقافية: قد تواجه الشركات التي تعمل في بيئات ثقافية متنوعة تحديات في فهم وتطبيق الضوابط الإدارية بشكل يتوافق مع التوجهات والقيم الثقافية المختلفة.
تجاوز هذه التحديات يتطلب التفكير الإبداعي والحلول المناسبة التي تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات والتحديات الفريدة لكل منظمة وبيئتها الخاصة.

كيفية تقييم فعالية الضوابط الإدارية والهندسية

تقييم فعالية الضوابط الإدارية والهندسية أمر حيوي لضمان سلامة وفعالية بيئة العمل. إليك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقييم هذه الضوابط:

تحليل البيانات والمعلومات: قم بمراجعة البيانات والتقارير ذات الصلة، مثل سجلات الحوادث والمشكلات الصحية والسلامة، لتحديد الاتجاهات والمناطق التي تحتاج إلى تحسين.
إجراء تفتيشات وفحوصات دورية: قم بتنظيم فحوصات دورية لمراقبة تطبيق الضوابط الإدارية والهندسية، وتحديد أي نقاط ضعف أو مخاطر غير متوقعة.
استعراض السياسات والإجراءات: قم بمراجعة السياسات والإجراءات الحالية وتحديثها إذا لزم الأمر، مع التأكد من أنها تعكس أحدث الممارسات الصناعية والمعايير.
استبيانات الرأي: قم بإجراء استبيانات للموظفين لقياس مدى فهمهم والالتزام بالضوابط الإدارية والهندسية، واستخراج الملاحظات والمقترحات لتحسين العمليات.
التدريب وورش العمل: نظم جلسات تدريبية وورش عمل للموظفين لتعزيز الوعي والمعرفة بالضوابط الإدارية والهندسية، وتبادل الأفكار والتجارب الناجحة.
قياس الأداء: قم بتقييم أداء الضوابط الإدارية والهندسية بشكل دوري، وقياس تأثيرها على تحسين السلامة والكفاءة في مكان العمل.
متابعة التغييرات: كن على اطلاع دائم بالتطورات في مجال السلامة والصحة المهنية، وقم بتحديث الضوابط الإدارية والهندسية بناءً على أحدث المعايير والتوجيهات.
من خلال اتباع هذه الخطوات والتفاعل بشكل دوري مع البيانات وآراء الموظفين، يمكنك تقييم فعالية الضوابط الإدارية والهندسية واتخاذ التدابير اللازمة لتحسينها بشكل مستمر.

أهمية إدارة الثقافة العملية في تعزيز الالتزام بالضوابط الإدارية

إدارة الثقافة العملية تلعب دوراً حيوياً في تعزيز الالتزام بالضوابط الإدارية، وذلك لعدة أسباب:

تشجيع الوعي والمسؤولية: تساهم ثقافة العمل في نشر الوعي بأهمية الالتزام بالضوابط الإدارية ودور كل فرد في تحقيقها. تعزز الثقافة العملية المسؤولية الفردية والجماعية نحو تطبيق السياسات والإجراءات بشكل صحيح وفعال.
تعزيز القيم والمبادئ: تؤثر ثقافة العمل في تشكيل قيم ومبادئ المؤسسة، ومن ثم تعزز الالتزام بالضوابط الإدارية كجزء لا يتجزأ من هذه القيم والمبادئ. على سبيل المثال، إذا كانت المؤسسة تقدر السلامة والجودة، فستكون الضوابط الإدارية جزءاً لا يتجزأ من ثقافتها.
تشجيع الانخراط والشفافية: تعزز ثقافة العملية الانخراط والشفافية بين الموظفين، مما يجعلهم يشعرون بالثقة في تبادل المعلومات والمخاوف المتعلقة بالضوابط الإدارية دون خوف من العقاب أو الانتقام.
تحفيز التعلم والتطوير: تشجع ثقافة العمل على التعلم المستمر وتطوير المهارات والمعرفة، وهذا يسهم في تحسين فهم وتنفيذ الضوابط الإدارية بشكل أفضل وأكثر فعالية.
تقديم الدعم والإشراف: يمكن لثقافة العمل المؤسسية أن توفر بيئة داعمة ومحفزة للموظفين للالتزام بالضوابط الإدارية، من خلال توفير الدعم والإشراف اللازمين وتعزيز الثقة والتواصل الفعال.
بشكل عام، تؤثر ثقافة العمل بشكل كبير على سلوك الموظفين ومدى انسجامهم مع الضوابط الإدارية. لذلك، إدارة الثقافة العملية بشكل فعال تعتبر أداة قوية في تعزيز الالتزام بالضوابط الإدارية وتحقيق الأهداف المؤسسية بشكل شامل.

حول الكاتب

رائد الأعمال العربي

فريق متخصص في البحث والدراسة في عدة مجالات ضمن نطاق ريادة الأعمال، ومن أهم المجالات التي نتخصص في الكتابة عنها هي: كيفية إنشاء المشاريع بالسعودية، الإدارة، القيادة، إدارة الموارد البشرية...